تفسير سورة " آل عمران " للناشئين .. ( الآيات 181: 200 )

تفسير سورة " آل عمران " للناشئين

[الآيات 181: 200]

معاني مفردات الآيات الكريمة من (181) إلى (186) من سورة «آل عمران»:

﴿ عهد إلينا ﴾: أوصانا وأمرنا. ﴿ بقربان ﴾: ما يتقرب به إلى الله - سبحانه وتعالى - من الخير. ﴿ البينات ﴾: الآيات الواضحات، والمراد به هنا المعجزات. ﴿ الزبر ﴾: كتب المواعظ والحكمة (والمفرد الزبور). ﴿ زحزح عن النار ﴾: بُعد ونُحِّيَ عنها. ﴿ فاز ﴾: نال ما يرجو ونجا مما يخاف. ﴿ الغرور ﴾: الخداع أو الباطل الفاني. ﴿ لتبلون ﴾: لتمتحنن، وتختبرن بالمحن والشدائد. ﴿ عزم الأمور ﴾: المراد هنا: صواب التدبير والرأي.

1- جاءت هذه الآيات لتشير إلى دسائس اليهود، وأساليبهم الخبيثة، في محاربة الدعوة الإسلامية عن طريق التشكيك، والكيد، والدس، والتآمر؛ لتحذر المؤمنين من خطرهم كما حذرتهم الآيات السابقة من المنافقين، كما تتحدث عن اليهود وموقفهم المخزي من الذات الإلهية واتهامهم الله عز وجل بالبخل والفقر - تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا - وردَّت عليهم زعمهم، وذكرتهم بقتلهم الأنبياء بغير حق، ثم ذكَّرت الرسول - صلى الله عليه وسلم - - تسلية له وتصبيرًا - بأن الرسل من قبله قد كذبتهم أقوامهم.

2- ثم ذكرت أن الموت هو مصير الخلائق كلها، وإنما ينال الناس جزاءهم يوم القيامة.

3- ثم وضحت الآيات أن الله - سبحانه وتعالى - يختبر عباده في أموالهم بالفقر والمصائب، وفي أنفسهم بالشدائد والأمراض، وبالأعداء يسلطهم عليهم، يؤذونهم بألوان الأذى، وما عليهم إلا أن يصبروا، ويتقوا ربهم.

دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (181) إلى (186) من سورة «آل عمران»:

1- غدر اليهود وخستهم، وكذبهم على الله، وخداعهم للناس حتى إنهم ليحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا.

2- الموت حقيقة لابد من وقوعها لكل حي، والفناء مكتوب ومقدر على جميع الخلائق، والعبرة بالنجاح الحقيقي في الآخرة، وذلك بالنجاة من النار ودخول الجنة، فهذا هو الفوز والسعادة الأبدية.

3- لابد وأن يبتلى المؤمن في شيء من ماله أو نفسه أو أهله، فلابد من التدريب على الصبر في هذه الحياة.

معاني مفردات الآيات الكريمة من (187) إلى (194) من سورة «آل عمران»:

﴿ فنبذوه ﴾: فطرحوه ولم يراعوه. ﴿ بمفازة ﴾: بفوز ومنجاة. ﴿ اختلاف الليل والنهار ﴾: تعاقبهما، واختلافهما طولاً وقصرًا، وضياءً وظلامًا، وغير ذلك. ﴿ آيات ﴾: دلائل واضحات. ﴿ لأولي الألباب ﴾: لأصحاب العقول السليمة. ﴿ باطلاً ﴾: عبثًا، خاليًا من الحكمة. ﴿ سبحانك ﴾: ننزهك عن كل نقص. ﴿ قنا عذاب النار ﴾: احفظنا من عذابها. ﴿ أخزيته ﴾: فضحته أو أهنته أو أهلكته. ﴿ مناديًا ﴾: الرسول، أو القرآن. ﴿ ذنوبنا ﴾: الكبائر. ﴿ كفِّر عنا سيئاتنا ﴾: أزل عنا صغائر ذنوبنا. ﴿ توفنا ﴾: أمتنا. ﴿ مع الأبرار ﴾: مع الصالحين. ﴿ على رسلك ﴾: على ألسنة رسلك.

1- تقوم هذه الآيات بتذكير الرسول - صلى الله عليه وسلم - بما أخذه من عهد مؤكد على اليهود في التوراة أن يظهروا ما فيه من أحكام، وألا يخفوها لكنهم طرحوا ذلك العهد وراء ظهورهم، وكتموا أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرحين بهذا العمل، راجين أن يحمدهم الناس على تمسكهم بالحق وهم على ضلال، وتوعدهم الله بالعذاب الأليم.

2- ثم تلفت الآيات الأنظار إلى صفحات من آثار قدرة الله وعظمته في خلق السموات والأرض على هذا النحو البديع المحكم، وتعاقب الليل والنهار، واختلافهما ظلمة ونورًا، وطولاً وقصرًا، وبرودة وحرارة.

3- ثم توضِّح شأن هؤلاء العقلاء الذين يتفكرون في عظمة ربهم، ويذكرونه في كل حال، ولا ينسون منهجه، ويهتفون بتقديسه وتسبيحه، ويخافون من عقابه، ويذكرون نعمة الله عليهم بهدايتهم إلى الإيمان، وإسراعهم إليه، ويضرعون إلى الله بالدعاء.

دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (187) إلى (194) من سورة «آل عمران»:

1- ضرورة التفكر في مخلوقات الله، وسعة علمه وحكمته، فنؤمن به - سبحانه وتعالى - إيمانًا يدعونا إلى عبادته وتسبيحه وتمجيده.

2- أن نذكر الله دائمًا، وفي جميع حالاتنا، وأن ننتفع بهذا الذكر في حياتنا وفي سلوكنا.

3- أن نكثر من الدعاء، والتضرع إلى الله، وأن نسأله دائمًا العفو والمغفرة وحسن الخاتمة.

معاني مفردات الآيات الكريمة من (187) إلى (194) من سورة «آل عمران»:

﴿ لا يغرنك ﴾: لا يخدعنك عن الحقيقة. ﴿ تقلب ﴾: تصرف. ﴿ متاع قليل ﴾: نعمة زائلة، ومتعة فانية. ﴿ بئس المهاد ﴾: بئس الفراش، والمضجع جنهم. ﴿ نزلاً ﴾: جزاء، وتكرمة، وموضع ضيافة ونزول. ﴿ صابروا ﴾: غالبوا الأعداء في الصبر على أهوال القتال وشدائد الحروب. ﴿ رابطوا ﴾: أقيموا بحدود البلاد مستعدين للجهاد.

1- في هذه الآيات يجيب الله - سبحانه وتعالى - دعاء المؤمنين؛ مبينًا لهم أنه يوفي العاملين من عباده أجرهم ذكورًا كانوا أم إناثًا.

2- ثم حذرت الآيات من الخداع بالكافرين الذين ينتقلون في البلاد طلبًا للمكاسب والمنافع، فذلك لهم تمتع قليل ثم مردهم إلى النار، لكن الذين خافوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار لا يفوتونها ولا تفوتهم.

3- ثم توضِّح أن من أهل الكتاب من يؤمن بالله، وبما أوحى الله إلى نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم -، وما أوحي إليهم خاشعين لله، لا يبيعون آيات ربهم بثمن قليل أولئك لهم أجرهم عند ربهم والله سريع الحساب.

4- ثم تختم السورة بهذا النداء العظيم للمؤمنين يحثهم الله على الصبر وعلى مغالبة الأعداء، وعلى أن يرابطوا على حدود البلاد لحمايتهم من الغزو، مستعدين للجهاد والدفاع، وأن يتقوا الله فهذا هو طريق الفلاح.

دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (195) إلى (200) من سورة «آل عمران»:

1- أن نجاهد في سبيل الله، وأن نهاجر في سبيله إذا كان لابد من الهجرة.

2- أن الإسلام قد سوَّى في الجزاء بين الرجل والمرأة ولم يفرق بينهما إلا فيما تتطلبه رسالة كل منهما في الحياة.

3- أن متاع الدنيا قليل زائل، والعبرة بما أعده الله من نعيم للمتقين.

4- الصبر ومغالبة الأعداء، والرباط في سبيل الله، وتقوى الله سبيل للفلاح والسعادة والنجاح في الدنيا والآخرة.